الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث لاعب دولي سابق يتحيّل على فتاة تونسية ـ فرنسية ويسلبهــا أموالــهـا بعـد ان وعـدها بـالــــــــزواج

نشر في  19 أكتوبر 2016  (11:26)

نوفمبر 2015، كان اللقاء الأول بينهما، وكان افتراضيا عبر  موقع الفايسبوك، حيث تعرفا على بعضهما ونشأت بينهما صداقة سرعان ما توطدت وتحولت الى اعجاب، هكذا انطلقت قصة «ر» فتاة تونسية ـ فرنسية تعيش بالمهجر وتشتغل هناك، مع لاعب دولي سابق في عدة فرق بارزة ـوهي الترجي الرياضي التونسي والنجم الساحلي والنادي الصفاقسي ـ، قصة كان ستتوج بالارتباط الرسمي أو هكذا اعتقدت «ر» لكن سرعان ما تحولت الى كابوس وكانت نهايتها في مراكز الأمن واروقة المحاكم.

ونظرا لكون بطلة القصة غير مقيمة في تونس، جمعنا بها اتصال هاتفي مطول روت لنا فيه اطوار الحكاية، حكاية لاعب دولي سابق استغلها ولهف اموالها، وخيّب آمالها حسب روايتها بطبيعة الحال ..
في البداية اكدت «ر» ان لاعب كرة القدم المعروف، تودد اليها كثيرا واعرب لها عن اعجابه بها، مضيفة أن حديثه كان لائقا معها، بل كان يصر على الحديث في المسائل الدينية، حيث كان يتطرق كثيرا إلى الاسلام والصلاة وامور اخرى ذات وازع ديني، وهو ما جعلها تثق به، كما اشارت الى انها كانت تجهل قيمته الكروية بحكم انها لا تزور تونس بصفة مستمرة، وانها لم تهتم للمسألة ..
وذكرت «ر» انها مطلقة، وكانت ترغب في اعادة بناء حياتها من جديد والاستقرار، ولم تنف رغبتها في الزواج من اللاعب الدولي المذكور، مضيفة انه اقترح عليها الزواج، وهو ما دفعها الى التفكير في السفر الى تونس ومقابلته، وهو ما حصل فعلا، حيث عادت الى ارض الوطن والتقته بالعاصمة وبسوسة مشيرة الى ان العلاقة توطدت بينهما، رغم بعض مؤاخذاتها على تصرفاته، خاصة في ما يتعلق بالجانب المادي، مبينة انها لاحظت ان رفيقها بخيل بل يعمد الى افتكاك اموالها كلما سنحت له الفرصة، والادهى انه كان يرسل شقيقه معها للتسوق، وقد كان هذا الاخير لا يتردد في مطالبتها باقتناء ملابس وامور خاصة به..
وواصلت محدثتنا حديثها بقولها، انه وبعد عدة لقاءات عادت ادراجها، في الأثناء استمرت علاقتها مع اللاعب الدولي السابق عبر السكايب والفايس بوك ووسائل التواصل الاخرى، وفي احد الاتصالات اكد لها الاخير انه في حاجة الى اموال، وانه مهدد بالدخول الى السجن ان لم يسدد دينا على ذمته قيمته 60 الف دينار، مشيرة الى انه وبحكم توطد علاقتهما شعرت بالاسى تجاهه، وحاولت مساعدته، حيث اتصلت بشخص معين من تونس لمده بمبلغ محددّ، كما قامت بارسال حوالة بريدية ـ مدتنا بنسخة منها ـ، مضيفة ، ان المسألة لم تقف عند هذا الحد، حيث واصل «حبيبها الوهمي» طلب الاموال منها، مقنعا اياها بكونه مطالبا بتسديد صكوك بنكية والا سيقع الزج به في السجن.

وعدها بالزواج ولهف اموالها

واشارت «ر» الى ان اللاعب المذكور استعمل كلّ الحيل لسلب اموالها، فبعد قصة سجنه، اقنعها انه مستعد لطلب يدها من والديها، لكن ظروفها المادية لا تسمح، وانه لا يمتلك مدخولا قارا، واقترح عليها مساعدته لانشاء مشروع صغير عبارة عن مقهى بالساحل..
من جهة اخرى اكدت محدثتنا انها لا تجيد القراءة باللغة العربية، وهو ما شجعه على خداعها، حيث افادتنا انها وفي كل زيارة لها الى تونس بهدف رؤيته، الا وقام بعرض مجموعة من الوثائق عليها، مؤكدا لها انها عبارة عن ديون مطالب بتسديدها، مضيفة انها لم تتردد في مساعدته ماديا كلما طلب منها ذلك، رغم انها ليست ثرية، وان مدخولها الوحيد متأت من عملها، لا غير، حيث انها قامت بارسال بعض الحوالات الى اللاعب وسلمته مبالغ بطريقة مباشرة، كما طلبت من بعض اصدقائها بتونس مساعدته ماديا وهو ما حصل حيث اقرضه احد اصدقائها مبلغا ماليا قيمته قرابة 3 الاف دينار، كما ان والدتها وزوجها قاما باقراضها مبلغا ماليا لدفع ايجار منزله، حيث اقنعهما انه مهدد بالطرد منه .
واخبرتنا « ر» انها سلمت هذا اللاعب مبلغا ماليا جمليا قيمته 16 الف دينار، لكن وامام اعتماده على نفس السيناريو وطلبه المستمر للمال، ارتابت بشأنه، مؤكدة انها باتت عاجزة عن مساعدته، خاصة انها اضطرت في تلك الفترة الى تغيير عملها والانتقال من مكان اقامتها الى مكان آخر، مضيفة انه وفي الأثناء اتصل بها اللاعب وطلب منها الاتصال بصديق له في فرنسا وتسليمه مبلغا ماليا كان قد اقترضه منه في وقت سابق، وقالت انها اتصلت فعلا بهذا الصديق وتحدثت معه، وسرعان ما عاودت الاتصال به واستفسرته عن العلاقة التي تجمعه بحبيبها وان كان يعرفه جيدا، وهنا انكشف المستور وكانت الصدمة حيث اكتشفت ان حبيبها على علاقة مع شقيقة صديقه، وانه اعتمد على نفس التمشي الذي توخاه معها لسلبهما اموالهما، خاصة وان «الصديق»، اكد لها ان شقيقته عرفت اللاعب في نفس الفترة التي عرفته فيها .

هكذا حاول تشويه سمعتها

وذكرت»ر» انها شعرت بالاهانة، وانها سلمت كل مدخراتها، لشخص تحيّل عليها وتلاعب بمشاعرها، ولم يحترم وعوده، وهو ما دفعها الى السفر الى تونس لمواجهته، في الاثناء تفطن هذا الاخير بانكشاف لعبته، فما كان منه سوى ان قام بتغيير ارقام هاتفه وهو ما حال دون الاتصال به، مؤكدة انها تحولت صحبة عائلتها الى منزله، لكنها لم تعثر عليه، كما ان المقهى الذي يؤجره كانت حالته متردية جدا ولم تعثر عليه ايضا هناك .
ونظرا لانها لم تعثر عليه تحولت صحبة خالتها الى احد مراكز الامن، حيث اشتكته وروت القصة الى الاعوان، مؤكدة انه تمت دعوة اللاعب الدولي السابق حيث استجوبه الاعوان، مشيرة الى انه رفض الاعتراف في البداية وامام اصرارها على مكافحته وتسليمها لنسخ من الحوالات التي ارسلتها له، اعترف بالمبلغ الموجود في الحوالات وانكر ان تكون سلمته مبالغ بطريقة مباشرة، بل سعى الى تشويه سمعتها امام الاعوان مؤكدا انها تحتسي الخمر وعلى علاقة برجال غيره، واضافت ان ما تفوه به كان بمثابة الصدمة لها، حيث ان اخلاقها عالية جدا بشهادة الجميع، مضيفة ان اللاعب المذكور حاول في اكثر من مناسبة دعوتها الى اماكن خاصة وهو ما رفضته بصفة مطلقة.
ومن الاعترافات التي ادلى بها اللاعب المذكور في مركز الامن حسب حديث «ر» انه تمت مصادرة امواله، نظرا للعلاقة التي كانت تجمعه بالرئيس السابق بن علي واحدى قريباته، مشيرة الى انه ورغم اعترافه بتسلمه جزءا من الاموال فانه رفض منحها اموالها.
واشارت «ر» انها مصرّة على تتبع هذا اللاعب قضائيا لعدة اسباب اولها انها فقدت كل مدخراتها ومجهود سنوات من الكفاح والعمل، ثانيا لأنه اهانها وتلاعب بمشاعرها، ثم حتى لا تقع فتاة اخرى ضحية الاعيبه، مؤكدة انها ستتصل بالسفارة الفرنسية بتونس قصد مساعدتها، لاسترجاع حقها اضافة الى تعويلها على القضاء التونسي.
ختاما نشير الى اننا اتصلنا في اكثر من مناسبة بمركز الامن الذي تسلم القضية لكنه تعذر علينا الحصول على معلومات، في حين اكد لنا مصدر امني ان ما روته محدثتنا صحيح، وان اعوان الامن بصدد اكمال الاجراءات قصد تحويل الملف الى الجهات القضائية، مع العلم واننا حاولنا ايضا الاتصال باللاعب المذكور لكن هاتفه كان خارج نطاق الخدمة .

سنــاء المــاجري